السياح الفرنسيون استبدلوا تونس و المغرب بإسبانيا واليونان

Sara Thopson - Dec 19, 2016
0

في خلال العشر سنوات الماضية ، شهدت السياحة الخارجية الفرنسية تغيّـرًّا ملحوظًا و هذا بسبب الربيع العربي و أزمة اللاجئين و الإرهاب ؛ فمنذ سنوات قليلة فقط و بعد أن كانت تونس و للمغرب و مصر هي المناطق الأكثر شيوعًا لقضاء العطلات بالنسبة للسياح الفرنسيين أصبحوا يفضلون الآن جزر الكناري و اليونان.

 

قبل عِقدٍ من الزمن كانت تونس هي المَقصِد السياحي الأفضل لدى السياح الفرنسيين. فثورة الياسمين التي اندلعَت في أواخر عام ٢٠١٠ وعدم الاستقرار الذي صحِبَها و موجة الهجمات الإرهابية ، كان لهم تأثيرًا سلبيا ملحوظًا في السياحة التونسية.

 

وفقًا للإحصائيات التي تشرف عليها النقابة الفرنسية لمُنظمّي الرحلات (SETO) ، بناءًا على مبيعات الباقات السياحية فإنه في العام ٢٠١٤ كانت تونس في المركز الرابع بين أكثر المقاصد السياحية التي يفضّلها السياح الفرنسيون. ولكن بعد الهجوم الذي تعرّض له متحف " الباردو " عام ٢٠١٥، و بعده الهجوم على شاطئ في " سوس " ، تراجعت تونس إلى المركز التاسع ، قبل أن تخرج من بين المراكز العشرة الأولى بشكل كامل في العام ٢٠١٦.

و في مصر ، شهدت السياحة الفرنسية مسارًا شبيها بتونس ، فبعد الثورة المصرية التي اندلعت في شتاء عام ٢٠١١ بميدان التحرير في القاهرة وتنحّي الرئيس المصري حسني مبارك ، ثم رحيلُ خلَفِه محمد مرسي في ٢٠١٣ ، و عددٍ من الهجمات الإرهابية التي أدّت بدورها إلى تراجع مأساوي في إيرادات السياحة. في الفترة من ٢٠٠٧ إلى  ٢٠١٠ احتلت مصر المرتبة الثالثة من بين أفضل عشرِ دولٍ يفضلها السياح الفرنسيون ، و بالرغم من ذلك فإنه لم يعد لها مكان بين هذه الدول العشر منذ العام ٢٠١١.

 منذ عشر سنوات احتلت المغرب المرتبة الثانية بين الدول العشر الأكثر إقبالًا من قِبَل سياح فرنسا. بالرغم من تفجيرات مراكش في عام ٢٠١١ التي حدثت في موقع سياحي حيوي و التي أسفرَت عن مقتل سبعة عشر شخصا ، فإن حركة السياحة المحلية لم تتأثّر بشكل ملحوظ. لكنها اليوم تراجعت للمركز السادس بين الدول العشر الأكثر إقبالًا من قِبَل سياح فرنسا.

 تركيا أيضًا دولة أخرى لم تخسَر فقط السياح الفرنسيين. من المؤكد أن ذلك له علاقة وثيقة بالاحتجاجات التي اندلعت في ربيع عام ٢٠١٣ والتي تم قمعها من قِبَل الشرطة ، ومحاولة الانقلاب العسكري في صيف عام ٢٠١٦ مما أدّى إلى الإضرار بسُمعة هذه الدولة. تُركيا أيضًا تأثرت بأزمة اللاجئين حيث يفرّ إليها الآلاف من السوريين.

و حيث أن دولٍ كتونس ومصر وتركيا لم تعد تشهد إقبالًا من السياح الفرنسيين فإنه كان من الضروري أن يجد منظّموا الرحلات مناطق بديلة لقضاء العطلات.
يقول (باسكال إيزاجواير) المدير التنفيذي لشركة (تي يو آي فرنسا - TUI France (
" قبل عام ٢٠١٠ كان ٨٥٪ من عائدات شركتنا يرتكز على أربع وجهات سياحية هي تونس و المغرب و تركيا و مصر ، بينما اليوم فإن هذه الدول لا تمثل أكثر من ١٥٪ من الإيرادات الإجمالية ، بل إن مصر خرجت من القائمة عام ٢٠١٣ وكذلك تونس منذ شتاء ٢٠١٥ . الآن ٨٥٪ من الإيرادات ترتكز على وجهات سياحية أوروبية مثل : إسبانيا واليونان وإيطاليا والبرتغال وكرواتيا  ، حيث يشعر العملاء الفرنسيون بالأمان "

 السياحة الأسبانية تتطور بشكل هائل و هي الآن الدولة الأولى الأكثر إقبالًا من جانب السياح الفرنسيين طبقًا للإحصائيات التي تشرف عليها النقابة الفرنسية لمُنظمّي الرحلات  (SETO)

 إن جزر (الكناري) هي المقصد الأكثر شهرة. وبسبب نقص أماكن الإقامة فإن إيطاليا ذات المناخ القاريّ لم تستطع أن تستفيد من التغير في توزيع السياح و لكن (صقلّية) و (سردينيا) شهِدَتا نموّا سياحيا ملحوظًا.

اليونان القارّية أكدت ارتفاع معدلات السياحة أخيرًا بعد الأزمة الإقتصادية التي شهدتها البلاد. فالجزر اليونانية تحتل المرتبة الثانية بعد جزر ( الكناري ) ضمن الدول العشر الأكثر إقبالًا من قِبَل سياح فرنسا بالرغم أزمة اللاجئين.

ويؤكد ( باسكال إيزاجواير ) أن قلة الأماكن التي قد يقصدها السياح يمثل تحديا حقيقيا أمام منظّمي الرحلات السياحية ؛ فأسبانيا مكتظة بالسياح إلى حد ما ، البرتغال أيضًا استفادت من النمو في أعداد الزوار الفرنسيين ، فهي الآن تحتل المركز الثامن بين الدول العشر الأكثر إقبالًا من جانب السياح الفرنسيين، و لكن مجدداً فإن صناعة السياحة و الأمور المتعلقة بحسن استقبال السياح هناك هي أمر لا يدوم للأبد.

مقالات ذات صلة

تعليقات

إضافة تعليق